هو حوص سياسي أم محاولة لكسر العزلة ؟!
علي مدي أربعة اعوام يحاول أسياس افورقي تلقف كل الدعوات التي تصل اليه لحضور مؤتمرات ذات طابع اقليمي وهي من أنواع المؤتمرات التي تحاول فيها دول من اختراق دول اقليمية بعينها للبحث عن فرص استثمارات او عقد تحالفات اقتصادية وسياسية تخدم محور معين في التحالفات الاقليمية ولكن لهذه المؤتمرات مستفيدين حقيقين يقصدونها وفي جعبتهم مشاريع واستراتيجيات تتمركز علي اسس دولة دستورية قائمة ذات برنامج واضح وغالبا ما نجد هذه الدول قد خرجت من هذه المؤتمرات بتوقيع اتفاقيات مليونية
وقد حضر أسياس علي مدي الاربعة سنوات الماضية اكثر من اربعة مؤتمرات منها الموتمر الصيني الافريقي والافريقي الروسي .ومؤتمر المناخ والطاقة البديلة في نيروبي والمؤتمر العربي الافريقي والمؤتمر الايطالي الافريقي وهاهو يحضر الان الموتمر الكوري الافريقي وتبقي مؤتمر الكائنات الفضائية مع افريقيا ليحضره
هناك حالة ملل وعزلة يعيشها هذا الرجل وقد حاول افورقي في خطابه الأخير للاحتفال بعيد الاستقلال ان ينكر هذه الحالة بالادعاء بان البلاد مستهدفة من الاعداء اكثر من أي وقت مضي .ولكن الحقيقة هي بان المستهدف هو شخصيا وحكمه وقد ظهر ذلك أيضا جليا في عدم زيارة رئيس أي دولة الي اريتريا في السنتين الماضيتين سوي الرئيس البرهان لان زيارة أسياس في بلاده لها ثمنها في المعادلات الاقليمية وخاصة عند الغرب
والملفت عندما اعلن وزير الاعلام الاريتري بان أسياس غادر اسمرا الي كوريا تبادر الي اذهان الناس دون اكمال قراءة الخبر بان أسياس سوف يتوجه الي كوريا الشمالية
ولكن الخبر كان عكس ذلك فقد توجه الي كوريا الجنوبية
وهذا هو الحوص السياسي كيف لا وهو الذي تباهي بانه لن يكون تابع للغرب واداة لهم وكان يعتدي علي حلفاء الغرب لانهم تبع وغيره من الفكر المعادي للغرب وهاهو يزور اكبر حليف في جنوب شرق اسيا بعد اليابان وهي كوريا الجنوبية والتي لن يسمح لها الغرب علي ابرام أي إتفاق مع أسياس اقتصادي او غيره
واصبح معلوم لدي القائمين علي هذه المؤتمرات بان أسياس هو ضيف شرف وتكملة عدد ليس ألا خاصة لدي الدول الحليفة للغرب واي كلام او خطاب يصدر منه في هذه المؤتمرات لايعتد به لا في البيان الختامي ولا في وسائل الإعلام المحلية في البلد المضيف وحتي المنصات الاعلامية العالمية
وقد اظهر اسياس كثير من السلوك الفاضح في هذه المؤتمرات عبر خطاباته الطويلة والقاء المحاضرات علي الجالسين يتحدث فيها عن أفكار واطروحات طموحة للعالم مما يخلق حالة من الارتباك لدي المستعمين بين ما يقوله وحالة بلاده التي من المفترض ان يحاول تطبيق هذه الأفكار فيها
يجد اسياس نفسه في الخطابة والتنظير اكثر مما يجدها في حكم بلاد علي مدي ثلاثة وثلاثين عام
لايمكن ان نطلق علي أسياس بانه حالة سياسية استثنائية بل هو حالة مرضية يجب تداركها بسرعة قبل فوات الاوان
ولك الله ياوطني
بقلم/ عمر اونا